المنقرضون على الأبواب: ماذا بعد عودة الذئب الرهيب المنقرض؟
عودة المنقرضون: كيف يعيد العلماء الذئب الرهيب و طائر الدودو و الماموث إلى الحياة؟ لطالما كان انقراض الكائنات الحية نهاية حتمية لها، لكن بفضل التقدم العلمي في علم الجينات، لم يعد الانقراض نهاية مطلقة. اليوم، تقود شركات مثل Colossal Biosciences ثورة علمية تهدف لإعادة إنتاج كائنات منقرضة عبر تقنيات حديثة، في محاولة لإعادة التوازن البيئي وتصحيح بعض ما أفسده الإنسان في الماضي.

الذئب الرهيب: من الحفريات إلى الواقع:
الذئب الرهيب (Dire Wolf) كان من أشرس الحيوانات المفترسة في أمريكا الشمالية، وقد انقرض قبل آلاف السنين. وعلى الرغم من وجود تشابه شكلي بينه وبين الذئب الرمادي الحديث، إلا أن الدراسات الجينية أثبتت أن الذئب الرهيب ينتمي إلى فرع مختلف تمامًا من فصيلة الكلبيات، ما جعل العلماء يواجهون تحديات كبيرة في إعادة إنتاجه.
شركة Colossal Biosciences، ومن خلال تقنيات متقدمة في تحرير الجينات، نجحت في إنتاج ذئاب تحمل تركيبة جينية قريبة جدًا من الذئب الرهيب، باستخدام مزيج من الحمض النووي الحديث والجينات المستخرجة من بقايا الذئب المنقرض. وقد وُلدت ثلاثة ذئاب صغيرة ضمن هذا المشروع الثوري، وهي:
- ريدموس: ذكر عمره ٦ أشهر
- رومولوس: ذكر عمره ٦ أشهر
- خاليدسي: أنثى عمرها ٤ أشهر
هؤلاء الصغار يمثلون أولى خطوات النجاح نحو إعادة هذا الكائن المهيب إلى الحياة، مع آمال بأن يتوسع المشروع ليشمل المزيد من الأنواع المنقرضة.
طائر الدودو: ضحية الإنسان الأولى:
طائر الدودو، رمز الانقراض في العالم، كان يعيش في جزيرة موريشيوس الواقعة في المحيط الهندي. هذا الطائر الضخم غير القادر على الطيران، كان هدفًا سهلاً للمستعمرين الأوائل الذين وصلوا الجزيرة، حيث تم اصطياده بكثافة، بالإضافة إلى تدمير موطنه الطبيعي، ما أدى إلى انقراضه في أقل من قرن من الزمن بعد اكتشافه.
اليوم، يسعى العلماء على إعادة إحياء الدودو باستخدام الحمض النووي المستخرج من عينات محفوظة، في محاولة لإنتاج نسل جديد منه عبر تقنية CRISPR وإدخاله في طيور قريبة منه جينيًا.
الماموث الصوفي: عملاق العصر الجليدي يطرق الأبواب:
مشروع إعادة الماموث الصوفي إلى الحياة هو أحد أبرز مشروعات شركة Colossal أيضًا. هذا الكائن العملاق، الذي جاب سهول سيبيريا قبل أن يختفي منذ أكثر من 4,000 سنة، أصبح قريبًا من العودة. باستخدام تقنية CRISPR، يعمل العلماء على دمج جينات الماموث في أفيال آسيوية حديثة، مما قد يؤدي إلى ولادة كائن جديد يحمل صفات الماموث القديمة وقدرة على التكيف مع بيئات باردة.
تقنية CRISPR: المفتاح إلى الماضي:
التقنية الأساسية وراء هذه النجاحات تُدعى CRISPR، وهي أداة ثورية في تعديل الجينات تتيح للعلماء “قص” واستبدال أجزاء دقيقة من الحمض النووي. هذه التقنية مكنتهم من محاكاة الجينات المنقرضة ودمجها في أنواع حديثة، مما أتاح إنتاج نسل جديد يجمع بين القديم والحديث. وهذا لا يُعد فقط إنجازًا علميًا، بل تحولًا جذريًا في تعامل الإنسان مع البيئة والحياة البرية.
نظرة مستقبلية:
ما بين الذئب الرهيب، والدودو، والماموث، يبدو أن العلم يقترب من فتح أبواب الماضي. ومع تطور التقنية، قد نرى مستقبلاً كائنات من عصور لم يرها البشر من قبل، تعود إلى الحياة. فربما ما كان ينتمي لعصر الديناصورات يعود ليمشي بيننا. فهل يمكن إعادة إنتاجهم مرة أخرى؟